النأي عن المهاترات- وحدة الصف العربي في مواجهة الإسفاف الرقمي
المؤلف: حمود أبو طالب09.27.2025

في هذه الحقبة الزمنية الحاسمة، تشتد حاجة الأمة العربية إلى الابتعاد عن الجدالات العقيمة والنزاعات المُفتعلة، وتجنب تأجيج نار الضغينة بين أبنائها لأسباب واهية لا تسوغ ما نشهده من هجمات متبادلة في فضاءات التواصل الاجتماعي، تلك الهجمات التي تتصاعد وتيرتها وتنحدر لغتها إلى مستويات مُتدنية، وتستخدم مفردات بذيئة وأوصاف مُهينة لا تليق بمواقع جماهيرية يرتادها الملايين من المستخدمين. هذا الانحدار الأخلاقي يمثل ظاهرة خطيرة، إذ يعمد إلى تعميم الأخطاء والتجاوزات المحدودة على شعوب بأكملها، في حين يجب حصر تلك التجاوزات في نطاقها الضيق. لكن المؤسف هو اتساع رقعة الإساءات المتبادلة لتصل إلى حد التطاول على الرموز والمؤسسات الوطنية والشخصيات الاعتبارية، دون إدراك لخطورة هذه التجاوزات، وذلك للأسباب التالية:
من الأكيد أن لكل مواطن في أي دولة الحق في الدفاع عن وطنه ضد أي إهانة، بل إن ذلك واجب مقدس، لكن ينبغي أن يكون الرد موجهاً نحو المسيء نفسه، وضمن حدود الموضوع المطروح للنقاش، ولا يجوز بتاتاً إلصاق التهمة بشعب بأكمله بسبب فعل فرد أو مجموعة قليلة من الأفراد، أو تحميله مسؤولية أخطاء هذه القلة الضئيلة.
من غير اللائق الانزلاق إلى مستوى الابتذال في النقاش، فالشخص الذي لا يجيد سوى استخدام السخافة في الكلام والانحطاط في الأسلوب، إنما يكشف بذلك عن تدني مستواه الأخلاقي، ولا يليق بأصحاب العقول النيرة والإدراك الواعي أن يسمحوا له بسحبهم إلى المستنقع الآسن الذي يرتع فيه. مثل هذا النموذج من البشر يستحق الإهمال والتجاهل بدلاً من منحه أي قدر من الاهتمام. السفهاء والجهلة والحمقى هم فئة موجودة في كل المجتمعات، ولا يجوز قياس المجتمع بأكمله عليهم. بالإضافة إلى هذه الشريحة، توجد أيضاً شريحة النرجسيين والشوفينيين المتعالين على المجتمعات الأخرى، وهؤلاء أيضاً يُستحسن إهمالهم، فهم يعانون من اعتلال نفسي يجعلهم يتوهمون أموراً لا أساس لها من الصحة، وبدلاً من تضييع الوقت في تصحيح وتفنيد آرائهم، من الأفضل ترك الحقائق الملموسة والبراهين المرئية تتحدث عن نفسها وترد عليهم.
لقد بات واضحاً للعيان أن هناك العديد من الخفافيش التي تعج بها منصات التواصل، تتربص بوقوع أي حادثة عارضة أو مشكلة طارئة لتضخيمها وإذكاء نارها وتحويلها إلى قضية خلافية حادة يختلط فيها أصحاب النوايا الحسنة بأصحاب النوايا الخبيثة، ليصبح المشهد العام مسيئاً لجميع الأطراف. وهذا تحديداً ما تسعى إليه هذه الخفافيش المنفردة أو المنضوية تحت لواء تنظيمات مشبوهة تهدف إلى زرع بذور الفتنة وإثارة الاحتقانات وشحن النفوس بين الشعوب وزعزعة الروابط الأخوية.
يتوجب على النخب المثقفة أن تبتعد بنفسها عن التورط في هذه المناوشات العبثية التي لا طائل منها، وإذا كان لها دور في هذه المرحلة، فهو يتمثل في تصحيح المسار وكبح جماح هذا الانفلات والتنبيه إلى خطورة ما يحدث وكشف النوايا الخفية لمن يثيرون هذه الزوابع، كما أن عليهم إبراز الجوانب الإيجابية في العلاقات بين الشعوب، لتتصدر واجهة الحديث بدلاً من التركيز على السلبيات التي يمكن أن تحدث لأي سبب ولا تمثل جوهر هذه العلاقات المتينة.
مواقع التواصل الاجتماعي هي منابر حرة للتعبير عن وجهات النظر ومناقشة القضايا وتبادل المعلومات والأفكار، وكذلك لكسب الصداقات وتكوين علاقات إيجابية بين مختلف المجتمعات، لكنها تحولت في بعض الأحيان إلى ساحات للنزاعات والمعارك الضارية التي تتجاوز حدود النقاش المحترم وآداب الحوار، وتسيء إلى المجتمعات بشكل سافر قد يتطور إلى عواقب وخيمة لا تُحمد عقباها. ومع تأييد الجميع لحرية التعبير عن الرأي، إلا أن استخدام هذه الحرية لإثارة الفتنة دون مبرر منطقي أو سبب وجيه، هو أمر يستدعي إعادة النظر والتقييم.
من الأكيد أن لكل مواطن في أي دولة الحق في الدفاع عن وطنه ضد أي إهانة، بل إن ذلك واجب مقدس، لكن ينبغي أن يكون الرد موجهاً نحو المسيء نفسه، وضمن حدود الموضوع المطروح للنقاش، ولا يجوز بتاتاً إلصاق التهمة بشعب بأكمله بسبب فعل فرد أو مجموعة قليلة من الأفراد، أو تحميله مسؤولية أخطاء هذه القلة الضئيلة.
من غير اللائق الانزلاق إلى مستوى الابتذال في النقاش، فالشخص الذي لا يجيد سوى استخدام السخافة في الكلام والانحطاط في الأسلوب، إنما يكشف بذلك عن تدني مستواه الأخلاقي، ولا يليق بأصحاب العقول النيرة والإدراك الواعي أن يسمحوا له بسحبهم إلى المستنقع الآسن الذي يرتع فيه. مثل هذا النموذج من البشر يستحق الإهمال والتجاهل بدلاً من منحه أي قدر من الاهتمام. السفهاء والجهلة والحمقى هم فئة موجودة في كل المجتمعات، ولا يجوز قياس المجتمع بأكمله عليهم. بالإضافة إلى هذه الشريحة، توجد أيضاً شريحة النرجسيين والشوفينيين المتعالين على المجتمعات الأخرى، وهؤلاء أيضاً يُستحسن إهمالهم، فهم يعانون من اعتلال نفسي يجعلهم يتوهمون أموراً لا أساس لها من الصحة، وبدلاً من تضييع الوقت في تصحيح وتفنيد آرائهم، من الأفضل ترك الحقائق الملموسة والبراهين المرئية تتحدث عن نفسها وترد عليهم.
لقد بات واضحاً للعيان أن هناك العديد من الخفافيش التي تعج بها منصات التواصل، تتربص بوقوع أي حادثة عارضة أو مشكلة طارئة لتضخيمها وإذكاء نارها وتحويلها إلى قضية خلافية حادة يختلط فيها أصحاب النوايا الحسنة بأصحاب النوايا الخبيثة، ليصبح المشهد العام مسيئاً لجميع الأطراف. وهذا تحديداً ما تسعى إليه هذه الخفافيش المنفردة أو المنضوية تحت لواء تنظيمات مشبوهة تهدف إلى زرع بذور الفتنة وإثارة الاحتقانات وشحن النفوس بين الشعوب وزعزعة الروابط الأخوية.
يتوجب على النخب المثقفة أن تبتعد بنفسها عن التورط في هذه المناوشات العبثية التي لا طائل منها، وإذا كان لها دور في هذه المرحلة، فهو يتمثل في تصحيح المسار وكبح جماح هذا الانفلات والتنبيه إلى خطورة ما يحدث وكشف النوايا الخفية لمن يثيرون هذه الزوابع، كما أن عليهم إبراز الجوانب الإيجابية في العلاقات بين الشعوب، لتتصدر واجهة الحديث بدلاً من التركيز على السلبيات التي يمكن أن تحدث لأي سبب ولا تمثل جوهر هذه العلاقات المتينة.
مواقع التواصل الاجتماعي هي منابر حرة للتعبير عن وجهات النظر ومناقشة القضايا وتبادل المعلومات والأفكار، وكذلك لكسب الصداقات وتكوين علاقات إيجابية بين مختلف المجتمعات، لكنها تحولت في بعض الأحيان إلى ساحات للنزاعات والمعارك الضارية التي تتجاوز حدود النقاش المحترم وآداب الحوار، وتسيء إلى المجتمعات بشكل سافر قد يتطور إلى عواقب وخيمة لا تُحمد عقباها. ومع تأييد الجميع لحرية التعبير عن الرأي، إلا أن استخدام هذه الحرية لإثارة الفتنة دون مبرر منطقي أو سبب وجيه، هو أمر يستدعي إعادة النظر والتقييم.